الممتلكات العامة
رياض يسير على الطريق مع مجموعة من أصدقائه ويقول: ما أجمل النسمات الباردة!
أحد الأصدقاء: انظر إلى جمال الزهور وهي تتمايل مع الهواء.
ثم قام بنزع بعض الزهور.
رياض زاجراً صديقه: توقف يا إسماعيل.. هذا عمل غير حضاري.
إسماعيل مستغرباً: وما هو غير الحضاري؟ هذه وردة جميلة أريد الاحتفاظ بها!
صديق آخر بصوت هادئ: أنا لا أفعل ذلك أبداً.. هذه الورود وضعت لتزيين الطريق.. وهي ملك للناس جميعاً وليست ملكا لي ولا لك..
يقول رياض: حتى الشجر لا يجوز لنا أن ننزع ورقه منه أو نحفر علي جذوعه كما يفعل بعض الناس..
صديق آخر: كما يجب أن نحافظ على كل شيء على الطريق مثل الأضواء والأرصفة والحشائش.
يجيبه رياض: نعم.. هذا كلام صحيح.. أذكر أننا كنا في حديقة عامة نشوي لحما، ولم يضع أبي ناقلة الفحم على الحشائش، بل وضعها على الجانب المرصوف.
قاسم موافقاً على كلام رياض: هذا فعل صحيح ومشكور.. فالفحم يحرق الحشائش.. تصوروا لو كل واحد من زوار الحديقة يحرق مساحة بسيطة من الحشائش؟
جاسم وهو يضحك: ستصبح الحديقة قطعة سوداء..
رياض: صدقت يا جاسم.. لذا علينا أن نحافظ على كل ممتلكات الدولة.. فهي بالأصل ملك كل واحد منا.
أحد الأصدقاء: ماذا تقصد يا رياض بأنها ملك كل واحد منا؟
جاسم: أوضح لنا يا رياض!
رياض: الدولة تصرف أموالاً طائلة لتجمل بلادنا.. وهي تفعل ذلك من أجل الناس.. فهي إذاً ملكنا وعلينا المحافظة عليها..
يصعد رياض وأصدقاؤه الباص فيرون أحد الأطفال يمزق مقعداً من المقاعد..
رياض: ماذا يفعل هذا الصبي؟ علينا إخبار السائق..
لكن الصبي يخرج فور وقوف الباص في المحطة.
رياض: ما فعله هذا الصبي خطأ كبير ؟
أحد الأصدقاء مستنكراً وبصوت غاضب مشيراً إلى جانب آخر: انظروا إلى هذه الكتابات على ظهر الكرسي.
جاسم: إنهم يغضبون الله بهذا الفعل.. لماذا لا يفعلون هذا في ممتلكاتهم؟ فهذه ممتلكات عامة ولا يحق لأحد أن يتلفها.
يسمعهم رجل كبير في السن يجلس خلفهم فيقول لهم: صدقتم يا أولادي.. ما أجملكم وما أجمل كلامكم.. لقد سمعت حواركم الطيب.. اعلموا أنّ الدنيا بألف خير.. وأن هناك كثيراً من الأطفال مثلكم يحبون أوطانهم ويحافظون عليها.. بارك الله بكم وبهم..
ثم يسألهم: لماذا لا تساعدوا غيركم وتعلموهم الحفاظ على الممتلكات العامة بنشر توعية بذلك..
يشكر الأصدقاء الرجل.. ويقرروا أن يطبعوا نشرة صغيرة يوزعونها في مدرستهم تتكلم عن أهمية الحفاظ على الممتلكات العامة.