كيف تكسب ثقه المجتمع
لعل أكبر مصدر للطاقة الذهنية هو التفاعل الإيجابي مع الآخرين . حتى لو كنت الطالب المكروه في صفك في المدرسة الثانوية ، فلن يستحيل عليك تحقيق النجاح الاجتماعي . تستطيع اكتساب ثقة المجتمع باتباع الخطوات البسيطة التالية :
ضع جدولاً لحياتك الاجتماعية
لشـحذ مواهبك الاجتماعية ، يجب عليك أن تكرس لها بعض الوقت . بالتمرين يتحقق الكمال حتى لمن يشعر بالأمن الاجتماعي . إذا أحط نفسك بالناس الآخرين تخلق لنفسك معيناً كبيراً من الفرص تراقب من خلالها التفاعلات الاجتماعية ، وتحسـّن سلوكك الاجتماعي .
كفّ عن رفض الدعوات لحضور الحفلات ، واعمد إلى دعوة الآخرين إلى بيتك . رتّب للخروج في نزهات مع بعض معارفك الذين تود التعرف عليهم أكثر .
فكر تفكيراً إيجابياً
الأشخاص المتزعزعون يخاطبون الآخرين بقلق لأنهم يشعرون بالحاجة إلى إثبات ذكائهم وظرفهم . الأشخاص الواثقون من أنفسهم ينتظرون من الآخرين التجاوب معهم بإيجابية – رغم أنه من أصعب المهام الاجتماعية هو الاشتراك بنشاط قائم .
قم باستطلاعات اجتماعية
الأشخاص الذين تتوفر فيهم الكفاءة الاجتماعية يتفوقون في جمع المعلومات ، إذ أنهم يراقبون الأوضاع باستمرار لمعرفة دقائق الامور الهامة ليسترشدوا بها في جميع تصرفاتهم . وهم دائما يصغون إلى تعبير الآخرين عن عواطف خاصة ويدركون الإشارات التي توفر المعلومات عن اهتمامات الناس ، سواء كانوا يودون العمل بمفردهم أو كان هناك متسع لشخص آخر للمشاركة في أحد النشاطات .
كيّ تستطيع القيام بالاستنتاج الصائب عن ماهية شعور الآخرين ، يجب أن يكون باستطاعتك تحديد خبراتك تحديداً دقيقاّ ، وهو ما يعجز عن انجازه الكثير من الناس، لا سـيما الرجال منهم .
الأشخاص البارعون في المحادثة يعلقون تعليقات ترتبط بما يقال لهم وبالأوضاع الاجتماعية . ليس من الضروري أن تثير اهتمام الناس ، ولكن من الضروري أن تبدي أنت اهتمامك .
الاشتراك بالمحادثة بلياقة
التوقيت أمر مهم جدا في هذا المجال . الأشخاص الاجتماعيون البارعون في الشئون الاجتماعية ، بعد استماعهم ومراقبتهم لما يدور ويقال بين مجموعة من الناس ، يودون مشاركة تلك المجموعة في الحديث ، يتحينون الفرص للدخول في الحديث ، مع علمهم بأن ذلك لا يحدث اعتباطاً ، بل تحين الفرصة عندما يخبو الحديث قليلا . فالمتحدث البارع الذي يكون على اطلاع على موضوع الحديث ، يطرح سؤالاً على المتحدثين أو يضيف إلى شئ كان قد قاله أحد الموجودين ويتوسع فيه . الفكرة هي طرح سؤال مفتوح يحتمل النقاش ومشاركة الجميع . مثال على ذلك : " بمناسبة الحديث عن الانتخابات، ما رأيكم جميعاً بقرار فلان بالانسحاب من الترشيح ؟ "
حالما ينخرط الجميع في المحادثة ، يجب عليك أنت أن تنسحب وتترك مجال الحيث للآخرين ، إذ أن الهدف هو تحسين نوعية المحادثة التي يشترك فيها الجميع .
تعّلم التعامل مع الفشـل
كل منا يواجه بالرفض بعض الأحيان ، لذا فالشخص الواثق من نفسه اجتماعياً لا يعتبر انتقاد ما يقوله انتقاداً شخصيا له ، ولا يعزي رفض الآخرين لوجهة نظره إلى أسباب تتعلق به هو شخصياً مثل كونه غير محبوب من الآخرين أو غير قادر على إنشاء صداقات ، ويفترض أن ذلك ناتج عن أحد عوامل عديدة – مثل التنافر أو سوء مزاج الآخرين أو سوء فهم .
الأشخاص الواثقون من أنفسهم يتحلون دائما بالمرونة ويستعملون التغذية المعلواتية المرتدة (ردة الفعل) لخلق جولة أخرى سعياً إلى حمل الآخرين على قبول وجهة نظره .عندما يمنى الأشخاص المحبوبون بالفشـل يحوّلون الرد السلبي إلى اقتراح مضاد . وهم عادة يقولون ، مثلا : " هلاّ حددنا موعدا في الأسبوع القادم بدلا من اليوم ؟ " ، أو أنهم يشاركون آخرين كثيرين ممن لا يتوقعون انهاء كل محادثة النهاية المرغوبة .
وإذا اضطروا إلى رفض طلب الآخرين أن يشاركوهم الرأي ، فإنهم يرفضون بطريقة إيجابية ، فيقدمون دائما أسباباً أو اقتراحاً مضاداً بفكرة بديلة ، كقولهم : " أود أن أتكلم معك في وقت لاحق . "
تحكم بعواطفك
الأحوال الاجتماعية معقدة وديناميكية ، تتخللها جميع أنواع المواجهات الكلامية وغير الكلامية ، مثل تعابير الوجه ونغمة الصوت التي يجب عليك تفسيرها وتحليلها قبل اختيار أفضل استجابة حيالها – وذلك كله خلال أجزاء من الثانية . ولا يتسطيع أحد فعل ذلك إلا بقدر من التحكم بحالته العاطفيه ، لا سيما العواطف السلبية مثل الغضب والخوف والقلق والعواطف التي تنشأ عادة في حالات النزاع واعدام الثقة . للتغلب على مثل هذا الوضع ، يجب تحويل التركيز عن الحوافز المزعجة إلى النواحي الإيجابية من الوضع .
نزع فتيل الخلافات
لا مفر من الخلافات ، والتغلب على المواجهات مهارة اجتماعية بالغة الأهمية . وبدلا من محاربة النار بالنار ، يعمد الأشخاص الواثقون من أنفسهم إلى منع تفاقم الخلاف بالاعتذار ، أو اقتراح القيام بنشاط مشترك ، أو التقدم بمبادرة سلمية ، أو بالمفاوضات . أحيانا يعمدون إلى تغيير الموضوع فحسب . التحكم بالخلاف بدون عدوانية يتطلب الاستماع ، والتواصل ، وتبني وجهة نظر الآخرين ، والتحكم بالعواطف السلبية ، وحل المشاكل . أحياناً مجرد شرح وجهة نظرك في الأمر المطروح يساعد على فض الخلاف .
الضحك قليلا
الفكاهة موهبة اجتماعية قـيّـمـة ، وهي أسرع الطرق إلى محبة الناس . لا توجد أية وصفة تستخدم لخلق جو من الفكاهة ، ولكن عليك ، حتى في أحلك الأوقات ، بذل جهدك لرؤية النصف الملآن من الكأس .