دولة عربية ذات نظام حكم ملكي تقع في شبه الجزيرة العربية وتستأثر بثلاثة أخماس مساحتها، يحدها من الشمال كل من العراق والأردن والكويت، ومن الشرق الإمارات وقطر والخليج العربي، ومن الجنوب كل من سلطنة عُمان واليمن.ومن الغرب البحر الأحمر.
تميزت شبه الجزيرة العربية بموقعها الإستراتيجي بين ثلاث قارات كبرى وتقع في النصف الشمالي للكرة الأرضية موطنا للعديد من الحضارات، ومهداً للرسالات السماوية. فقد ازدهرت داخلَ حدود المملكة حضارات ذُكر بعضها بالقرآن الكريم مثل مدين، بالإضافة إلى حضارة ثمود في العلا والتي لا تزال آثارها موجودة حتى اليوم في المنطقة المعروفة باسم مدائن صالح، وفي نجران نجد الأخدود الذي تحدث القرآن فيه عن أصحاب الأخدود.
وفي هذه الجزيرة التي كانت ممر تجارياً هاماً وطريقاً للقوافل وفيها انتشر الإسلام في قلب الجزيرة العربية وانتشر منها إلى سائر أرجاء العالم حتى وصل إلى إفريقيا وآسيا وجزء من أوروبا على مدى عصور ازدهار دولة الخلافة الإسلامية.
ومرت مئات من السنين ظهرت فيها دول، وزالت دول، وقام المسلمون بدورهم الحضاري التاريخي، الذي عبرت عليه الحضارة الإنسانية الحديثة من عصورها المظلمة، وانتشر الإسلام في شتى بقاع الأرض. ورغم أن ابتعاد القيادة الزمنية عن المدينة المنورة وشبه الجزيرة العربية بوجه عام، قد أحدث تأثيرات كان لها دورها فيما وقع بعد ذلك من أحداث فالأراضي المقدسة ظلت مقصداً للحجاج والمعتمرين والزائرين.
تاريخ المملكة العربية السعودية
في عهد الأمير محمد بن سعود ظهرت الدعوة السلفية وشعارها أن لا إله إلا الله محمد رسول الله داعية ً للتوحيد الخالص والتخلص مما يرى بأنه من الشركيات والبدع، ظهرت هذه الدعوة في نجد تحت حكم آل سعود والشيخخ محمد بن عبد الوهاب كان الأول في الدرعية وأستمر توسع إمارة الدرعية حتى شمل كامل مناطق، في عام ١٨١٨م - ١٢٣٣ هجرية توجه الجيش القديم المكون من الجنود الألبان بأمر محمد علي باشا ولكنه لم يستمر فيها سوى سنة وبعض السنة، ثم عاد إليها مرة أخرى بعد وفاة أخيه عبد الله بن فيصل، وكان ذلك عام 1306 هـ / 1888م. ودخل الميدان في هذه الفترة الأمير محمد بن رشيد أمير حائل إذ ذاك الذي بسط سيطرته على شطر كبير من الجزيرة العربية وكانت الحكومة العثمانية في الاستانة تدعمه بقوة للوقوف في وجه آل سعود. وانتهت الفترة الثانية لولاية الامام عبد الرحمن الفيصل بمغادرته الرياض مع عائلته فتوجه إلى قطر ثم إلى البحرين ثم إلى الكويت وكان بين أفراد أسرته أحد أولاده عبد العزيز الذي كان في العقد الثاني من عمره. وما ان وصل عبد العزيز مع والده إلى الكويت حتى بدأ يفكر في العودة إلى الرياض.
لم تتضح معالم قوة عبد العزيز العسكرية والتفوق السياسي من الناحية الاقتصادية حتى اكتشاف النفط في البلاد عام 1938. برامج التطوير والتحديث, والتي تأخرت بسبب الحرب العالمية الثانية عام 1939, وبدأت بشكل جدي عام 1946. ساهم النفط في ازدهار الاقتصاد السعودي وعقد صفقات تجارية مع المجتمع الدولي.
عالمياّ اتخذ عبد العزيز سياسة الحياد. حيث رفض أن تنضم المملكة العربية السعودية إلى عصبة الأمم،كما أنه من عام 1916 حتى وفاته عام 1953 لم يخرج من المملكة إلا لثلاث مناسبات رسمية، إحداها كانت لقائه مع الرئيس الأمريكي روزفلت. في آخر عهده أدرك عبد العزيز أهمية وواقعية المجتمع السياسي فكانت المملكة العربية السعودية عام 1945 إحدى الأعضاء المؤسسين لجامعة الدول العربية كما أنضمت للأمم المتحدة.
قبيل وفاة عبد العزيز عام 1953, أدرك الصعوبات التي من الممكن أن تواجهها المملكة من بعده, فقام بتأهيل ابنه الأكبر سعود ليصبح ملكاَ من بعده بالتعاون مع أخيه فيصل الذي يمتاز عنه بسياساته الاقتصادية ودبلوماسيته.
تولى سعود العرش من بعد وفاة والده عبد العزيز عام 1953. وفي عام 1960 تعرضت المملكة العربية السعودية لمخاطر اقتصادية بسبب سياسة سعود الاقتصادية الغير متوازنة. نتيجة لذالك إجتمع أبناء عبد العزيز وبعض العلماء وقرروا نزع السلطة سلميا ً من سعود وتسليمها لفيصل. وغادر سعود المملكة إلى دولة اليونان وتوفي هناك ويعد عهد الملك فيصل وفيصل نفسه رمز عربي وإسلامي في ظل مواقفه الباسلة من قضايا العالم لإسلامي وقضية فلسطين وموقفه من البترول. اغتيل الملك فيصل عام 1975 على يد ابن أخيه, الذي يسمى بـفيصل بن مساعد. تبع فيصل في الحكم أخاه الملك خالد وكان عهده الذي امتد سبع سنوات قد تبع توسعات وإنجازات وتحسين العلاقات وتطورت المملكة في الأقتصاد وكثر استعمال البترول في عهده, وقد واجه بشجاعته جهيمان وأتباعه من احتلال الحرم المكي وتم افتتاح مطار الملك خالد وعهده أقصر عهد من عهود المملكة حتى الآن ولكن تبع إنجازات مكتوبة في مقالته وتوفي عام 1982, إثر نوبة قلبية ثم تبعه أخاه الملك فهد وفي عهده دخلت البلد في نهضة عمرانية وذلك بحكم ثقافته وعلاقته الممتازة مع امريكاوتعد مرحلته الأطول في تاريخخ ال سعود والاكثر احداثا منذ عهد اخيه فيصل وشمل عهده الاهتمام بالحرمين الشرفين وتوسعتهما كانت وفاته 2005. وتولى من بعده الملك عبد الله بن عبد العزيز.