القطة العطشانة
رأى سليم قطة تسير قرب حديقة قريبة من بيته.. كان اليوم حاراً والقطة تبدو مرهقة.. عطشانة... جائعة..
سليم كان يحمل كأس ماء بارد.. ويشرب من خلف زجاج النافذة حينما لفت انتباهه منظر القطة التي تمشي وكأنها تزحف على الأرض الحارة الجافة..
لم يقدر على الوقوف مكتوف اليدين أمام هذا المشهد المؤلم.. استأذن أمه للخروح ومساعدة القطة..
قالت أمه: انتبه يا سليم.. الجو حار جداً والشمس قوية..
قال لها: ما أروعك يا أمي.. من أجل هذا أخرج الآن..
شجَّعته أمه على مساعدة القطة المسكينة، لأنّها تعرف قصّة المرأة التي عذبها الله بقطة لم تطعمها ولم تتركها تأكل وتبحث عن طعامها بنفسها بعد أن حبستها في غرفة ضيقة.. كما تذكرت قصة الرجل الذي احضر الماء للاسف العطشان بأن حمل له الماء من البئر بحذائه..
راحت الأم تتأمل ماذا يفعل ابنها عبر النافذة..
خرج سليم ومعه بعض الماء في إناء صغير.. وفي صحن وضع بعض الطعام..
اقترب من القطة التي حاولت أن تموء فما استطاعت من شدة التعب والعطش..
حملها بقطعة قماش بيديه حتى لا تصيبه جراثيم قد تحملها القطة.. ووضعها في زاوية البيت حيث الظل ورطوبة الماء المرشوش على أرض الحديقة..
فرحت القطة بهذا العطف..
تذكرت الأم أنّ الكلب الذي سقاه الرجل من حذائه دعا للرجل فدخل الجنة بدعاء الاسف بعدما رواه من الماء..
في هذه اللحظة.. وضع سليم إناء الماء قرب القطة ووجه فم الإناء نحوها وكان الماء البارد يلمع مع شعاع الشمس اللاهبة..
شربت القطة.. شربت وشربت وشربت..
ثم قدم لها الطعام وتركها ومضى عائداً داخل البيت ليراقب المشهد من خلف النافذة..